۴ آذر ۱۴۰۳ |۲۲ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 24, 2024
عبد الله سلام الحكيمي

وكالة الحوزة - صرح «عبد الله سلام الحكیمي» الوزیر المفوض في دیوان عام وزارة الخارجیة الیمنیة: إن مناسبة يوم القدس العالمي باعتباره يوما جماهيريا عربيا اسلاميا تؤكد على حقيقة كون القدس ومقدساتها وارض فلسطين المقدسة هي اشرف واكرم قضية تتحمل مسؤوليتها شعوبنا العربية والاسلامية اساسا وتحملها الى شعوب العالم المحبة للسلام.

وكالة أنباء الحوزة - قال «عبد الله سلام الحكيمي» الوزير المفوض في ديوان عام وزارة الخارجية اليمنية خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: إنّ هوجة التطبيع المهرول والهاطع نحو الكيان الصهيوني يفهم من خلال الخلفية التاريخية السابق الاشارة اليها آنفا، وهو الرؤى القيامية التوراتية او "الاساطير" التوراتية وصولا الى معركة "هرمجديون" المذكورة في تلك الاساطير التي تشير الى قيام الحق بقيادة المسيح عيسى الذي سيعود"ليهدي الخراف الضالة" اي: اليهود بعودتهم الى الدين الحق اي، المسيحية او يتم ابادتهم، كما يراه المسيحيون الانجيليون او "الماشيخ" ابن داود بحسب الرؤية اليهودية لقيام حكم التلمود بكل مكوناته المتعددة!
وليست الضغوط الاميركية ومعها الغربية مقتصرة على دول المنطقة الاسلامية فحسب، بل يمتد ليشمل دول العالم على امتداده؛ ولهذا رأينا ولا نزال نرى الضغوط القصوى التي تمارس على مختلف دول العالم لتطبيع علاقاتها مع الكيان تحت الضغط الاميركي الغربي، ومع ذلك فهناك معوقات وعراقيل كثيرة ستقف في وجه هذا المخطط ان احسن اكتشافها وتوظيفها!

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: لماذا ينبغي على الدول الإسلامية ان تضع خلافاتها جانباً في يوم القدس العالمي وان تتحد في وجه العدو؟

المفترض انه في حالة الخطر الداهم الذي يهدد الدين والمقدسات الاسلامية ان تتجاوز كل الدول الاسلامية خلافاتها الثانوية وتتوحد فورا حول هدف حماية القدس ونصرة الشعب الفلسطيني، ذلك انه ما لم تفعل ذلك، وفرطت اليوم بالقدس فغدا ستفرط بالكعبة المشرفة ومثوى سيدنا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله، لكن الملاحظ ان كثيرا من الحكومات الاسلامية قرارها مرتهن لدى دول الاستكبار العالمي وتاتمر باوامرها خاصة حين يتعلق الامر بالكيان العصري الصهيوني وبعضها لاتثق بشعوبها، وتشعر ان وجودها مهدد، وترى ان ارتماءها في احضان تلك القوى الاستكبارية الامبريالية يوفر لها الامان والحماية رغم ان حقائق التاريخ تثبت عكس ما تعتقده ومصير شاه ايران ماثل امامها للعيان ومصير الحكام الذين ارتبطوا بتلك القوى. ثبت انهم راهنوا على سراب مثل نظام حكم الرئيس التونسي بن علي والرئيس المصري مبارك والرئيس اليمني علي عبدالله صالح. يشير بوضوح ان تلك القوى الاستكبارية الامبريالية مستعدة للتخلي عنهم اذا لاح عرض افضل امامها، وهكذا ومشكلة حكومات اسلامية كثيرة انها لاترى ان الكيان الاسرائيلي يمثل لها عدوا وبعضها يقول حليف حليفي حليفي، وهذا مجرد غطاء يخفي حقيقة انتماء بعض الحكام المسلمين منذ امد طويل بالحركة الصهيونية العالمية، وظلوا لعقود من الزمن في مرحلة الستر والكمون، ويبدو انه طلب منهم الآن ان يتحولوا الى مرحلة الانكشاف والظهور!! خلاصة القول: انه لا امل يرتجى من مثل اولئك الحكام والحكومات وانما يجب علينا ان نراهن على الشعوب وقواها الشريفة الحية.

الحوزة: ما هو رأيكم عن كيفية زيادة تأثير يوم القدس العالمي والاجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد في ظل توترات الأخيرة في مسجدالأقصى؟

يوم القدس العالمي كان اختراعا عبقريا من قبل الامام الخميني قدس سره فقد جعل من قضية القدس وفلسطين السليبة قضية حية تتجدد كل عام لمواجهة مخطط جعلها قضية سيطريها النسيان مع تعاقب الزمن، ولعل ابرز ما جعل ليوم القدس العالمي ثقلا وحضورا وتاثيرا كون الجمهورية الاسلامية في ايران هي القوة الحاملة له والراعية له، مما جذب الكثير من الفعاليات الشعبية والحكومية والمنظمات والاحزاب والشخصيات ليس على مستوى العالم الاسلامي فحسب، وانما على المستوى العالمي والقوى الخيرة التواقة الى الحرية والكرامة والسلام، اعتقد ان تعزيز قدرات وامكانات قوى وحركات المقاومة الفلسطينية والدفع في اتجاه تحقيق وحدتها الجهادية في مواجهة العدو الاستيطاني العنصري التوسعي، وتصعيد وتائر الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في عموم فلسطين التاريخية،ونقل مظلومية الشعب الفلسطيني التي تعد اكبر مظلمة ماساوية كارثية حلت بشعب عبر التاريخ لشعب اقتلع اقتلاعا من ارض وطنه بقوة الامبراطوريات الاستعمارية الغربية القديمة، واستقدمت مجاميع من بقاع الارض للحلول محله الى الضمير العالمي والحكومات، واهم من ذلك شعوب العالم الحر وكشف وتعرية حقيقة النظام العنصري التوسعي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني بهذا سوف تجبر القوى الامبريالية العالمية وكيانها المصطنع في فلسطين على التسليم بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. وبهذا نوفر الحماية للقدس والمقدسات الاسلامية، ونعمل على ضمان حرية العبادة للجميع والذي يكون باحترام حرمة وقدسية دور العبادة لجميع الاديان وعدم التعدي والاجتياح لها من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيها .

الحوزة: ما هو الهدف الرئيسي من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وهل يقتصر فحسب على تطبيع العلاقات مع دول المنطقة ؟

الهدف الابرز ل "هوجة" التطبيع المهرول لشرعنة الكيان الغاصب والتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني هو تهيئة الظروف لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد او الكبير، وهو مشروع امبريالي صهيوني معلن وتواصل الادارات الاميركية العمل بكل ثقهلها وامكانياتها في اتجاه وضعه موضع التطبيق العملي، وخاصة خلال فترة ادارة الرئيس الاميركي السابق ترامب، وهو مشروع يهدف اولا الى ادماج الكيان الصهيوني في المنطقة كمرحلة اولى عبر الهرولة العجيبة نحو تطبيق بعض الحمام العرب الامعقول مع الكيان، وثم تمكين الكيان من قيادة هذا الشرق الاوسط الجديد او الكبير في اطار الاستراتيجية الاميركية والغربية، ويهدف ثالثا الى تفتيت وتمزيق دول عربية واسلامية وازنة ومؤثرة ليبقى الكيان الصهيوني الاقوى والمسيطر، ولهذا ينبغي رؤية السياسات الاميركية تجاه الشرق الاوسط منذ استقلال امريكا وحتى اليوم على تعاقب الادارات، من منظار الجذور الدينية التي تحدد وجهتها واهدافها والمستندة الى الرؤى القيامية التوراتية الواردة في العهد القديم والتي يمكننا تلخيصها سريعا بتجميع يهود العالم في الارض المقدسة" فلسطين" التاريخية كلها والسيطرة الكاملة والمطلقة على مدينة القدس المقدسة وتدمير كل المقدسات الاسلامية فيها وخاصة المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة واقامة الهيكل المزعوم محلهما حيث يعتبرون كل ذلك ممهدات لعودة المسيح،وهو كما يعلم الجميع محل خلاف جوهري بين اليهود والطوائف المسيحية البروتستانية او مايطلق عليهم المسيحية الانجيلية او المحافظين الجدد؛ فاليهود لايعترفون بان من سيعود -ان عاد- هو شخص السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، كما يرى المسيحيون الانجليكانيون، بل يرون ان من سيعود هو"الماشيخ" او المسيح العبراني من نسل داوود!
ولهذا فإنّ هوجة التطبيع المهرول والهاطع نحو الكيان الصهيوني يفهم من خلال الخلفية التاريخية السابق الاشارة اليها آنفا، وهو الرؤى القيامية التوراتية او "الاساطير" التوراتية وصولا الى معركة "هرمجديون" المذكورة في تلك الاساطير التي تشير الى قيام الحق بقيادة المسيح عيسى الذي سيعود"ليهدي الخراف الضالة" اي: اليهود بعودتهم الى الدين الحق اي، المسيحية او يتم ابادتهم، كما يراه المسيحيون الانجيليون او "الماشيخ" ابن داود بحسب الرؤية اليهودية لقيام حكم التلمود بكل مكوناته المتعددة!
وليست الضغوط الاميركية ومعها الغربية مقتصرة على دول المنطقة الاسلامية فحسب، بل يمتد ليشمل دول العالم على امتداده؛ ولهذا رأينا ولا نزال نرى الضغوط القصوى التي تمارس على مختلف دول العالم لتطبيع علاقاتها مع الكيان تحت الضغط الاميركي الغربي، ومع ذلك فهناك معوقات وعراقيل كثيرة ستقف في وجه هذا المخطط ان احسن اكتشافها وتوظيفها!

الحوزة: على ماذا يؤكد مناسبة يوم القدس العالمي يوم جماهيري على مستوى العالم العربي والإسلامي؟

إن مناسبة يوم القدس العالمي باعتباره يوما جماهيريا عربيا اسلاميا تؤكد على حقيقة كون القدس ومقدساتها وارض فلسطين المقدسة هي اشرف واكرم قضية تتحمل مسؤوليتها شعوبنا العربية والاسلامية اساسا وتحملها الى شعوب العالم المحبة للسلام، وان المراهنة على الشعوب مراهنة كاسبة ومنتصرة وانه كما تثبت الاحداث المتلاحقة في الآونة الاخيرة لايمكن الرهان على حكام ونظم حكم عربية واسلامية في نصرة القضية المركزية قضية فلسطين وقدسها المقدس، ذلك ان اولئك الحكام وتلك السلطات الحاكمة هي -تاريخيا- صنيعة لذات القوى الامبريالية العالمية التي اوجدت الكيان الصهيوني ومكنته من احتلال فلسطين ومقدساتها، وسحق شعبها العظيم المظلوم التي يسطر ملحمة صمود لا نظير له في التاريخ على مدى عقود ثمانية من الاحتلال والتطير والتشريد والعنصرية، والاعتماد على الجماهير والشعوب وقواها المجاهدة المناضلة الحية هو الرهان المنتصر، وهذا ما يؤكده يوم القدس العالمي المتجدد سنويا الى ان يعود الحق الى اهله.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha